قبل خمسة أعوام من الآن، أطلقت شركة بايت دانس الصينية تطبيق دوين «Douyin» وهو تطبيق خاص بنشر مقاطع الفيديو القصيرة جدًا، انتشر هذا التطبيق في الصين بعد طرحه في شهر سبتمبر عام 2016، وبعد نجاحه قررت الشركة طرح نسخة عالمية، وبالفعل أطلقت الشركة تطبيقها عالميًا عام 2017، لكن هذه المرة باسم تيك توك TikTok، لم يأخذ الأمر طويلًا حتى انجذب الناس إلى التطبيق خصوصًا المراهقين، وذلك على الرغم من أن التيك توك لم يسمح حينها إلا برفع المقاطع التي لا يتجاوز حجمها 15 ثانية. من عام 2017 إلى 2021 لم يمر إلا أربع سنوات، في هذا الوقت فقط استطاع تيك توك أن يغير شكل عالمنا، وأن يكون من القوى الكبرى المؤثرة في عالم صناعة الموسيقى.
خوارزميات مختلفة قدمت نجاحات لم يحلم بها أحد
لفهم الانتشار الكبير الذي حظي به تيك توك علينا أولًا فهم الطريقة التي يعمل بها، في البداية كان هدف الشركة الصينية نشر تطبيق يمكنك من رفع مقاطع أقل من 15 ثانية، وهذه المقاطع تحتوي على محتوى تعليمي، أو كوميدي، أو ترفيهي، وقد جذبت هذه الفكرة العديد من الأفراد خصوصًا وأنك لن تحتاج إلا إلى 15 ثانية لتعرف المحتوى المعروض بشكل كامل، وهذا الأمر كان مميزًا مقارنة بأشهر منصة محتوى مرئي موجودة، وهي اليوتيوب، هذا بالطبع قبل أن يقوم يوتيوب بالأمر نفسه وعرض المقاطع القصيرة التي روج لها تحت شعار «الأقصر تشويقًا».
على الرغم من أن تيك توك قد اشتهر بالمقاطع القصيرة، فإننا نجد أن الشركة قد قررت تغيير هذه النقطة، وهي جوهر التطبيق، وأصبحت الثواني تزداد يومًا بعد يوم، حتى وصلنا الآن إلى ثلاث دقائق، لكن لم تأتِ هذه الخطوة إلا بعد أن ضمنت الشركة قاعدة جماهيرية ضخمة، وهذه القاعدة ستتأقلم مع التغيرات التي ستحدث دون أن يخطر لها أن تترك التطبيق، لكن لنفترض أن اليوتيوب كان يسمح بعرض مقاطع قصيرة هو أيضًا منذ 2017.
هل يمكننا حينها أن نقول إنه سيكون منافسًا قويًا لتيك توك؟ وإنه سيفعل في العالم ما فعله تيك توك؟ الإجابة بكل تأكيد لا، ويرجع هذا في الأساس إلى اختلاف طريقة عمل تطبيق تيك توك عن معظم التطبيقات التي نستعملها، فإذا نظرنا إلى اليوتيوب أو الفيسبوك أو إنستجرام، سنجد أن هذه التطبيقات تقوم بعمل تحليلات للمقاطع التي تشاهدها، وتبدأ خوارزميات التطبيق بإظهار المزيد مما تحبه، أما التيك توك وعلى الرغم من أن خوارزمياته تتأثر بالإعجابات التي تضعها على المقاطع، إلا أنها تعرض في المقام الأول المقاطع التي تنتشر، أي أن المقطع الذي ينجح وينتشر بين المستخدمين، لا يتوقف بسرعة مثل التطبيقات الأخرى، بل يظهر للمزيد والمزيد، فنرى أن الفرق بين التيك توك والمنصات الأخرى كبير للغاية، فنجد «Dylan Pasqua» الشريك في شركة التسويق «Fanbytes» والذي عمل مع شركات كبيرة مثل يونفيرسال، وسوني، ووارنر برذرز، ليساعدهم في انتشارهم على تيك توك، يقول إن العمل الذي كان يقوم بنشره على يوتيوب ويصل به إلى 3 مليون مشاهدة، كان يستطيع أن يصل به على تيك توك إلى 17.4 مليون مشاهدة، ويؤكد دايلن على أن هذا الفرق الكبير مُعبر للغاية، ويوضح لنا أهمية التيك توك.
تأثير خوارزميات التيك توك على الموسيقى
يجب فهم النقطة السابقة جيدًا لنفهم التأثير الجديد الذي يضيفه تيك توك لمجال الموسيقى، فكما قلنا يعتمد التطبيق على آلية خاصة، وهي نشر المقاطع التي تنتشر بشكل كبير، من جانبٍ وفرت هذه الطريقة فرصًا متساوية للجميع، فيمكن لمستخدم جديد أو فنان مغمور أن يحصد نجاحًا غير متوقع بفرصٍ متساوية تقريبًا مع الفنانين المعروفين، لكن من جهة أخرى أربكت خوارزميات التيك توك صناع الموسيقى والشركات، فهم لا يعرفون كيف تعمل على نحوٍ دقيق، ومن الصعب أن يتنبأ أحد بالطرق التي يسلكها التطبيق.
يعتمد التيك توك على طريقين لظهور الأغاني، الطريقة الأولى هي أن يظهر الفنان ويغني جزءًا من أغنيته، أو أن يقتطع جزءًا منها ويقوم بتنزيله، أما الطريقة الثانية فهي أن يقوم المستخدم العادي أو الفنان نفسه بتشغيل الأغنية من خلال اختيارها من المكتبة الكبيرة التي يوفرها تيك توك، ولا يخفى على أحد الطرق التي يتم فيها استعمال الأغاني، فكلنا رأينا المقاطع التي يحرك فيها أحد الأشخاص شفاه مع كلمات الأغنية، أو يرقص عليها، وبالطبع توجد المقاطع الأشهر وهي التحديات، وفيها يقوم الشخص بعمل تحدٍ معين على جزء مُعين جذاب من الأغنية، وعند انتشار التحدي ونجاحه يبدأ العالم بأكمله بعمل التحدي على الأغنية نفسها.
ما قدمته المنصة للفنانين وموسيقاهم
دعونا الآن نعرف لماذا نتحدث في المقام الأول عن تأثير تيك توك في مجال الموسيقى، وما هو التأثير الحقيقي الذي يحدثه. لنبدأ قصص النجاح بالقصة الأغرب وهي قصة مستخدم عادي، رجل غير مشهور يتزلج في الشارع ويشرب من زجاجة عصير، يصور الرجل نفسه وهو يقوم بهذا التصرف العادي للغاية، ثم ينشر المقطع على تيك توك ويضع عليه أغنية Dreams للفرقة البريطانية الأمريكية Fleetwood Mac، وصل المقطع إلى 82.8 مليون مشاهدة، ويحصل المقطع على 13 مليون إعجاب، وخلال أيام يقوم 611.3 ألف مستخدم بنشر مقاطع لهم على الأغنية نفسها.
تعتبر أغنية Drivers license للمغنية Olivia Rodrigo من أشهر الأمثلة أيضًا على تأثير التيك توك، حدث هذا حينما نشرت Charli D’Amelio مقطعًا لها استعملت فيه الأغنية، انتشرت الأغنية بعد ذلك، وقام أكثر من 880 مليون مستخدم باستعمال الأغنية في مقاطع يقومون فيها بشرح الأغنية والرقص عليها، بل وحتى في عمل ميمز؛ وخلال أيام حصلت المغنية على 10 مليون متابع، وساهم هذا الانتشار بتوجيه المستمعين من تيك توك إلى حسابات المغنية على أمازون، وسبوتيفاي.
لدينا أيضًا Nathan Evans المغني الغمور الذي قام بتسجيل مقطع لنفسه وهو يغني 19th century sea-shanty ‘The Wellerman.
تنجح الأغنية بسرعة، ويشاهدها الملايين، وفجأة يجد المغني نفسه على شاشات التلفاز، بل ويوقّع مع شركة إنتاج كبيرة، ليبدأ مساره المهني بشكلٍ جديد، وهكذا الأمر مع lil Nas x الذي يعتبر من أشهر نجوم التيك توك، ويعتبر تيك توك هو السبب الرئيسي الذي يجعلنا نسمع عن ليل ناس بجوار أشهر الفنانين في العالم.
لا نسمع قصص النجاح عن الأغاني الجديدة فقط، فهناك أغانٍ قديمة للغاية تعود للصدارة مرة أخرى، فأغنية Dream السابق ذكرها تعود إلى عام 1977، كذلك نجد أغاني لبول أنكا، وفرق مثل: كوين وبوني إم، تنتشر بنفس قوة الأغاني الجديدة، ولهذه الأسباب بالذات يصعب التنبؤ بتحركات التيك توك، ويصعب معرفة ما هي الأغنية التي سيتحدث عنها العالم بأكمله الأسبوع القادم.
بمناسبة الأغاني القديمة وصعوبة التنبؤ بما يحدث دعني أخبرك قصة الباند الهندي «The Mothe Mother»، وهو باند متوقف عن صناعة الموسيقى منذ عدة سنوات، في أحد الأيام تصبح أغنية قديمة للباند من التريندات على تيك توك، بسبب شهرة الأغنية تحدثت مجلة The Roling Stone عن الفرقة، وانتعشت موسيقاهم مرةً أخرى، وفجأة وجد أعضاء الباند أن الأموال تأتي إليهم وهم في منزلهم دون أن يقوموا بعمل شيء.
وعلى المستوى العربي نجد الكثير من الأغاني التي تصبح تريند في يومٍ وليلة، نجد هذا في معظم أغاني ويجز خصوصًا أغنيته كيفي كده، كما نجد أغاني محمد رمضان تنجح بشكل كبير بل وتصل إلى التريند العالمي، ورأينا هذا في أغنيته رايحين نسهر «BUM BUM» التي جابت العالم بأكمله، هذا غير العشرات من الأغاني الشعبية وأغاني المهرجانات، ولعلنا إذا ركزنا قليلًا في أنواع الموسيقى والأغاني التي تكون رائجة على تيك توك سنجد أن بينها ثيمات مشتركة، وهذا ما سنتحدث عنه في فقرات قادمة.
محاولات للظهور بأي ثمن
مع تزايد قصص النجاح على تيك توك، لم يعد الفنان يشاهد هذه التطورات من بعيد مكتوف اليدين، لم يعد ينتظر الصدف، قد ينجح أو لا ينجح، بل بدأ الفنانون بأخذ طرق مباشرة هدفها هو نجاح أغانيهم على تيك توك، أول هذه التغيرات هي تغير شكل الأغنية في المقام الأول، فالفنان أصبح يهتم بتقديم فن يمكن أن يصلح كمادة يسهل انتشارها بين المراهقين على تيك توك، وهنا تقول المغنية الأمريكية Ashnikko إنه من الجنون أن نتغاضى عن أهمية التيك توك في عصرنا الحالي، فإما أن يهتم الفنان بنجاحه عليه ليكون في الواجهة، وإما أنه سيبقى دون أن يعرفه أحد، كما تحدثت عن أهمية التيك توك في نجاحها المهني، وعن أن المغنين المعاصرين يحاولون أن يجعلوا أغانيهم متماشية مع تيك توك، وقد أطلقت Ashnikko على هذه الظاهرة مصطلح TikTok-able، وهو أن تكون المادة الفنية متماهية ومتماشية مع متطلبات التطبيق، وتنهي كلامها بأن أكثر عشر أغنيات متصدرة على سبوتيفاي سنجد على الأقل نصفها هي المتصدرة على تيك توك.
ولعل تصدر الكثير من الأغاني على سبوتيفاي بسبب تيك توك ليس بالأمر الغريب إذا نظرنا إلى تأثيره على باقي التطبيقات مثل أمازون ويوتيوب، بل نجد أن مجلة Billboard أصبحت تتأثر بالنجاح على تيك توك، وأصبح التطبيق يؤثر على ما يظهر في المجلة وليس العكس. في هذه النقطة نجد فنانًا مثل A-wall يحصل على 90 مليون مستمع على أغنيته Loverboy بعد شهرتها على تيك توك، لكن الأغنية التي تلي هذه الأغنية من حيث عدد المستمعين فلم تتجاوز المليون ونصف مستمع!
كما قلنا يحاول الفنان جعل أغنيته مناسبة للتيك توك، نجد هذا بشكل واضح في أغنية Say so و Kiss me more لدوجا كات، وبعد نجاح هاتين الأغنيتين نجد أن دوجا كات حاولت تكرير الثيمات التي كانت سبب نجاح الأغاني في ألبومها Plant her، وبالتدقيق في الأغاني التي تنجح على تيك توك سيكون من السهل فهم لماذا تنجح أغاني المهرجانات والأغاني الشعبية، وبعض أغاني الراب مثلما قلنا من قبل، إنها سمة العصر الحديث، فبعد أن كان الناس ينتظرون الألبومات الجديدة للفنان الذي يحبونه، أصبحوا ينتظرون أفضل أغنية له، أو أفضل أغنية في الألبوم، وبعد أن كان المستمع يجلس ساعة يسمع أم كلثوم وهي تطرب الجماهير، وتعطي للكلمة حقها، ويشعر بوطأة الكلمة في نفسه من وقع صوتها في النفس، أصبح يسمع أكثر الأجزاء إثارة في الأغنية فقط. أما تيك توك فقد جعل الناس تتجه من الأغنية الواحدة لسماع جزء من الأغنية، وفي الغالب يكون هذا الجزء هو اللزمة.
لا يحاول الفنان أن ينجح على المنصة عن طريق تغيير شكل كتابته فقط، بل أصبح الفنان يذهب إلى مشاهير تيك توك ويدفع لهم الأموال مقابل أن يقوموا ببعض المقاطع التي يضعون فيها أغنيته، وقد تنجح هذه المقاطع أو لا، فنجد مثلًا أن مؤثرة مثل Charli D’Amelio تتقاضى من 40 إلى 30 ألف دولار مقابل نشر أغنية واحدة، ونجد أن مغنية الراب Flo Milli دفعت لأحد المستخدمين 500 دولار أسترالي لنشر إحدى أغانيها، وقد وصل المقطع إلى 100 ألف مشاهدة، وبسبب هذا المقطع وقعت مع شركة التسجيلات الشهيرة RCA records.
الوجه الآخر لتيك توك.. كيف يدمر فن الموسيقى
ترى Naomi pohl، الأمينة العامة لاتحاد الموسيقيين، أن تيك توك يساعد المغني على الانتشار، لكنه لا يقدم له الأرباح المفروضة، وذلك لأن الأرباح تذهب إلى شركات التسجيل المسؤولة عن المغني، وهذه الشركات تُظهر للمغني المعلومات التي تريدها، ومن خلال هذا نجد أن بعض الأغاني قد تنجح بشكل كبير لكن الفنان لا يستفيد ماديًا من هذا النجاح إلا حوالي 10-15% من الإيرادات الأصلية، ليس هذا فقط بل كنا نجد مشاكل أخرى مع شركات الإنتاج نفسها، حيث يقول الخبراء إن 50% من المكتبة الموسيقية على تيك توك غير مُرخصة، لكن هل تعتبر هذه ضربات قاضية للمنصة؟ في الحقيقة لا، فالشركة تقوم الآن بإبرام عقود مع أكبر شركات الموسيقى في العالم، وتبدأ بجعل الأغاني كلها مرخصة، ونجد ترحابًا كبيرًا من شركات التسجيل بهذه الخطوة، أما بالنسبة لحق الفنان من الإيرادات فإن هذه السياسات أصبحت محل نظر مؤخرًا خصوصًا بعد تساؤل جهات حكومية عن حقوق الفنان، مما يعني أن هذه النقطة يتم مراجعتها بشكل جاد.
لكن بعيدًا عن تأثيرات التيك توك على الفنان، وبعيدًا عن كل هذه الأرقام، هل ما يقدمه تيك توك للأغنية شيء جيد؟
من ناحية الأرباح والشهرة والتوجهات الرأسمالية الحديثة فبالطبع ما يقدمه تيك توك هو عين المطلوب، لكن من ناحية فنية فيمكننا أن نرى أن التيك توك يضر الأغنية أكثر مما ينفعها، تستند إجابتنا هنا على عدة ركائز، أولها أن تيك توك يقدم لنا الفنان صاحب الأغنية الواحدة، فمن الممكن أن يكون للفنان تاريخ حافل بالأعمال الفنية الجيدة، لكن عُرِفَ من خلال أغنية واحدة، وهذه الأغنية هي ما سيعرف بها مستقبلًا، وهو أمر يشبه لعنة تقديم الشخصيات الجيدة في الأفلام والمسلسلات، حيث يرفض المشاهد أن يرى الفنان الذي يحبه في دور معين خارج هذا الدور؛ بل من السخرية أن نجعل هذا الطرح أكثر دقة ونقول إن الفنان يُعرف من خلال جزء معين في أغنية واحدة.
من المشاكل الكبيرة التي لا يمكن أن يتغاضى عنها أي مُهتم بالفن، هي أن التيك توك يوجه الفنان إلى خلق نوع معين من الفن، شكل معين لكتابة الأغنية، نوتة معينة من الموسيقى، هذا التحديد وهذا التوجيه يتنافى مع واحدة من أهم الضرورات الفنية، وهي الحرية، فبعد أن كنا نجد الفنان يحاول التعبير عن نفسه، وعن مشاكل جيله، ووطنه، أو حتى أن يسخر من نفسه ومشاكله، وبعد أن كان يفرد جناحيه واسعًا ليحلق مثلما يريد، أصبحنا نرى الفنان وهو يحاول فقط نيل إعجاب بعض المراهقين على تيك توك!
ومن المشاكل الكبيرة هنا أننا لا نستطيع أن نبحث عن الجوهر الفني لجملة هذا الأمر، فالفنان أصبح مهتمًا بخلق أغاني تعطي حالة شعورية معينة لتنجح بشكل معين وتُدر عليه المال والشهرة، وعند محاولة النظر إلى هذه المسألة خارج نطاق المال والشهرة سنجد أن الأمر بأكمله ينهار ويتداعى أمامنا؛ فإذا تساءلنا عما يضيفه مستخدم تيك توك إلى الأغنية باعتبارها فنًا في المقام الأول فسنجد أن الأسئلة تسقط فوق رؤوسنا أكثر من الإجابات، وعلى هذا فإن هذه الحالة الضبابية والسائلة هي خير مُعبر للفن وتشكله في عصرنا الحديث، وتأثير التكنولوجيا عليه، وتوجيه الرأسمالية له.
لكن سواءً نظرنا إلى تأثير تيك توك على صناعة الموسيقى بإيجابيةٍ أو بسلبيةٍ، فلن نستطيع أبدًا أن ننكر الدور الكبير الذي أصبح يلعبه الآن، بل والخطوات الذكية التي يتخذها التطبيق يومًا بعد يوم، بدايةً من إبرام العقود وعقد الصفقات مع الشركات الكبيرة، وصولًا إلى زيادة مدة المقاطع التي يمكن رفعها عليه من 15 ثانية إلى 3 دقائق، مما سيسمح له مع الوقت أن يعرض الأغنية بشكلٍ كامل. في أربعِ سنوات فقط استطاع تطبيق تيك توك أن يأخذ خطوات كبيرة في عالم الموسيقى وفي عالمنا الحقيقي الذي غير فيه بقدر ما غير في عالم الموسيقى، وقد ظهر في وقتٍ مُتخم بالتطبيقات المشابهة، ومع ذلك ذهب أبعد منهم جميعًا بشكلٍ مُذهل، قصة نجاح تثبت لنا جميعًا أن التكنولوجيا غير متوقعة حتى مع تطورنا الكبير فيها، وتثبت لنا أنها تنافس العالم الحقيقي في واقعيته.