منذ عقود طويلة، والموسيقى تظل إحدى أدوات المقاومة الفلسطينية التي تحمل معاني الصمود والنضال. ألحان وكلمات تتحدى القهر والاحتلال، وتحمل رسالة أمل وإصرار. في عرض فني استثنائي بعنوان “حُماة الأرض”، نظمه معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في قصر رام الله الثقافي، عاد الفنانون لاستحضار هذه الروح، بإحياء مجموعة من أشهر أغاني المقاومة الفلسطينية، إلى جانب تقديم أعمال جديدة تعبّر عن المرحلة الحالية من النضال الفلسطيني.
دعونا نغوص في تفاصيل هذه الأغاني التي ألهبت مشاعر الحاضرين وربطت بين الماضي والحاضر، بين أحلام الحرية وواقع الصراع.
١. أرتل هذا النشيد – كلمات الأسير كميل أبو حنيش
افتُتح العرض بأغنية “أرتل هذا النشيد”، التي كتبها الأسير كميل أبو حنيش داخل سجن ريمون الصحراوي، ولحنها الفنان محمود عوض خصيصًا للعرض. جاءت الأغنية بإيقاع عسكري قوي يعكس الغضب والأمل معًا.
الأغنية تدور حول تحويل الألم إلى طاقة ثورية:
“نقاوم هذا الحصار بحلمٍ
ونرتب هذا الخراب الجميل
فتغدوا القيود التي كبلتني ورودًا
ويشتد عودي رويدًا رويدًا.”
حملت الأغنية رسالة صمود، حيث يقاوم الفلسطيني الحصار بالأغاني والأحلام، ليحول الواقع المؤلم إلى أمل بالحرية.
٢. نشيد الأرض – ناي البرغوثي
في الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، أهدت الفنانة الفلسطينية ناي البرغوثي أغنيتها “نشيد الأرض” لروح الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة. الكلمات من تأليف الشاعر أوس شاهين وألحان ناي البرغوثي نفسها.
حماس الأغنية وتصاعد لحنها العسكري شدّ الجمهور، خاصة مع الكلمات المؤثرة:
“يا شعبي قاوم لا تيأس
حاصر قيدك والآلام
أرضي شمس لا ترحل
أرضي ياقوت الأيام.”
رافق الأغنية عرض بصري يُظهر مشاهد دمار المنازل في غزة، بينما يبرز الفلسطيني بعنفوانه في مواجهة الاحتلال.
٣. كبروا الصغار – فرقة فؤاد عواد
من الأغاني الخالدة التي واكبت الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام ١٩٨٧، جاءت “كبروا الصغار”، من كلمات محمد الأمين وألحان فؤاد عواد.
الأغنية تُعيد إلى الأذهان صورة الصغار الذين كبروا على مواجهة الاحتلال ورفض الانكسار:
“واجهت الباطل ورصاصه بنزف جراحي
زغرودة أمي صحتني وأنا مش صاحي
يا روحي بتراب بلادي لا ترتاحي.”
٤. يا زهرة النيران – فرقة العاشقين
كانت أغنية “يا زهرة النيران” واحدة من أبرز الأغاني التي استدعت روح المقاومة في الجليل شمال فلسطين، حيث يُعاد الاشتباك مع الاحتلال في كل مرحلة.
الأغنية تحمل لاءات الفلسطيني التي لا تتغير:
“نحن قلنا لا لإنزال البنادق
لا لذبح الأرض
لا لمن يطوي البيارق.”
٥. أنا يا أخي (قسم الثوار) – كورال صوت العرب
من كلمات سعيد المزين وألحان طه العجيل، جاءت أغنية “أنا يا أخي” لتكون نشيدًا خالداً للمقاومة منذ عام ١٩٦٨. أدتها فرقة كورال صوت العرب، وحملت رسالة الأجيال التي تسلم الراية من بعضها:
“أنا يا أخي، آمنت بالشعب المضيع والمكبل
فحملت رشاشي، لتحمل بعدنا الأجيال منجل
دين عليك دماؤنا، والدين حق لا يؤجل.”
٦. سيف فليشهر – فيروز
“الآن الآن وليس غدًا”، هكذا صدحت كلمات أغنية “سيف فليشهر” بصوت فيروز منذ عام ١٩٦٧. أعاد توزيعها يوسف بارا مؤخرًا، لتظل رمزًا للصمود والعودة إلى القدس:
“أنا لا أنساك فلسطين، ويشد بي البعد
أنا في أفيائك نسرين، أنا زهر الشوك أنا الورد.”
٧. يا نبض الضفة – أحمد قعبور
أغنية أيقونية كتبها حسن ظاهر ولحنها وغناها الفنان اللبناني أحمد قعبور، وتتناول قصة الفتاة الشهيدة لينا النابلسي.
الكلمات تعبر عن ثورة الفلسطينيين ضد الاحتلال:
“يا نبض الضفة لا تهدأ، أعلنها ثورة
حطم قيدك، اجعل لحمك جسر العودة.”
٨. نشيد الانتفاضة – فرقة بلدنا
من أغاني الانتفاضة الأولى، كتب إبراهيم نصر الله ولحن كمال خليل “نشيد الانتفاضة”، الذي غناه لاحقًا مارسيل خليفة. الأغنية هي حلم التحرير الذي يظل حاضرًا في ذاكرة كل فلسطيني:
“لفجر جديد نجيع الفدى
حُلمنا أن نكون، وعدنا أن نصون
حقنا في أرضنا.”
٩. يا ثوار الأرض – جوليا بطرس
أغنية جوليا بطرس من الثمانينيات كانت وما زالت صوت الثورة الفلسطينية بصوتها الجهوري وألحان شقيقها زياد. تُلهم المستمعين برسالتها المباشرة:
“يا ثوار الأرض، ثوروا ع الطغيان
ريح الثورة تهدم، تهدم الأصنام.”
١٠. يا شعبنا – حماة الأرض
اختتم العرض بأغنية “يا شعبنا”، كلمات طارق عسراوي وألحان عبادة درويش وجهاد الشعيبي. الأغنية كانت بمثابة تحية للشعب الفلسطيني وصموده:
“يا شعبنا، يا مجدنا
طوبى لكم ولصبركم.”
حملت الأغنية رسالة أن الاحتلال قد يهدم المباني والكنائس والمدارس، لكنه لن يكسر روح المقاومة.