منذ اللحظة الأولى التي ظهرت فيها الإعلانات لألبوم “بلاسيبو” الأخير للرابر ليجي-سي، شعر الجمهور بالحماس والفضول لاستكشاف هذا العمل الفني الذي يبدو وكأنه يحمل رسالة مترابطة ورؤية موحدة. يستند الغلاف المميز للألبوم إلى موضوع مشابه مستلهم من السينما، حيث يظهر ليجي-سي داخل غرفة زجاجية مقسمة إلى نصفين، أحمر وأزرق، مما أثار فضول الجمهور لمعرفة المزيد عن قصة الألبوم ورسالته الفنية.
الإعلانات أشارت إلى أن الألبوم مُكون من ثلاثة فصول، كل فصل يُصدر في موعد مختلف خلال ثلاثة أسابيع. هذه الاستراتيجية الإصدارية الجديدة أثارت ترقبًا كبيرًا حول العمل وأعطت إشارات عن إصدار مُدروس.
البلاسيبو مادة وهمية ليس لها قيمة علاجية حقيقية، لكنها تساهم في التحسن البدني أو النفسي. في سياق تطور ليجي-سي الفني، يكتسب هذا المصطلح أهمية خاصة، حيث يُقارن بإصداره السابق “أجزخانة” اللذي كان فيه ثيمة مشابهة وأسماء تراكات مُشابهة مثل “بيتادين” و”كمادات” و”روشتة”. يأتي “بلاسيبو” كتطور وتعقيد أكبر في المفهوم الفني.
الألبوم يُظهر رحلة شخصية للنمو، وربما اختيار عنوان الألبوم بشكل مُنطقي يُعبر عن استكشاف لقوة الفن كوسيلة للتحول، وكأن شخصية ليجي-سي الفنية شهدت تحولًا إيجابيًا، مما يُشير إلى الشفاء المجازي اللذي قدمه في “أجزخانة”.
يُفتتح الألبوم بتراك “بكام” اللذي يجلب جو من الصدى الصوتي، مستخدمًا عناصر صوتية تُحدث رحلة صوتية عميقة ومثيرة، ويمزج صوت ليجي-سي بين التأثيرات الأوتوتيونية والريفرب والديلاي بشكل متقن. يُنقل ليجي-سي إلى التراك التالي بسلاسة بنفس البنية الصوتية وتكرار النغمة، مع تطور في منتصف التراك بوضع فرس محكم فوق إيقاعات الدرامز.
يُحافظ ليجي-سي على صوته المميز اللذي وضع بصمته عليه منذ فترة، ويمزج بين الراب والآر أند بي بشكل مُتوازن، ويعتمد على عينات من الجيتار الكهربي والكمنجة كعمود فقري للبيت، مع إيقاعات درامز رقيقة تُعطي مساحة لصوته ليتألق. يُظهر ذلك في تراك “تراي بود”، حيث يُبدأ التراك بغمغمة خفيفة تتلاشى تدريجيًا لتتبدل إلى كيك متسارع. يُهدأ البيت بعد ذلك مع عينة جيتار تكون القاعدة في خلفية التراك، ويُقدم ليجي-سي بارات قصيرة بدون سياق واضح.
يُكشف الفصل الأول عن بعض من أفضل تراكاته مع دخول “زيرو إف”، اللذي بيستخدم نغمة هادئة وحالمة، ويُلقي ليجي-سي بارات ذكية بتقنية رائعة: “عمري دماغي دي ما صدت / عمر دماغك دي ما صدت.”
مع دخول الفصل الثاني، نتلقى المزيد من الألحان المُنتجة بعناية والممتعة، والتي تظهر تطور ليجي-سي كفنان وتثبت أسلوبه الفني. تُعد الإنتاجية أحد أبرز نقاط القوة في الألبوم، حيث تتخلله عناصر إلكترونية غنية بالطبقات، تُسلط الضوء على تطور ليجي-سي كفنان وتُعزز أسلوبه الفني عبر الألبوم.
يُظهر التعاون مع بولي براه وتووليت وحدة صوتية في التراكات، مما يُظهر رؤية متماسكة للألبوم من خلال استخدام عناصر صوتية مختارة بعناية، مع منح الموسيقى مساحة واسعة دون إغفال صوت ليجي-سي، كما في “كوبي كاتس”، حيث يأخذ ليجي-سي دورًا مهمًا في الأغنية.
يأتي تووليت ليُضيف الحماسة في التراك اللذي أنتجه، ببيت ثقيل وصوت مُميز، يُشعل النيران بأسلوبه الفريد. يُجبر البيت ليجي-سي على مواكبة أداء تووليت، ويُقدم فيرس قوي يظهر قدراته التقنية.
يظهر نحو منتصف الألبوم أن ليجي-سي يفكر في التجريب قليلاً، إذ لا يُقدم الكثير من المفاجآت على الصعيد الصوتي. التجارب تقتصر على البنية غير التقليدية لبعض التراكات، مثل “بلاسيبو”، الذي يحتوي على كورس مكرر فوق بيت ذو طبقات سنث غامرة.
التنقل بين درجات الأزرق والأحمر في الهوية البصرية للألبوم يعكس تحولات موسيقية، وربما يحتاج الألبوم إلى إعادة ترتيب لتغطية ثيماته بشكل أفضل، لكنه يُؤكد على أسلوب ليجي-سي ويُعمق تأثيره في المشهد الفني.