يأخذنا “مسار إجباري” في رحلة عاطفية إلى عالم سينما الثمانينات المصرية، حيث تجسد السينما الرائعة للمخرج العظيم محمد خان أحد أبرز ملامح هذه الحقبة الفنية. العمل الذي أخرجته المخرجة نادين خان، ابنة المبدع، يصور لنا أحداث العمل بأسلوب يأخذنا في جولة عبر شوارع القاهرة الضيقة والمفعمة بالحياة، تمامًا كما فعل والدها. بينما يأتي السيناريو المتميز من قلم أمين جمال ومحمد محرز ومينا بباوي، وتعززه المعالجة الدرامية الرائعة التي قام بها باهر دويدار. يُقدم المسلسل قصة مشوِّقة تتناول العديد من القضايا الإنسانية بطريقة مثيرة.
تبدأ القصة بلحظة صادمة حينما يكتشف كل من علي (عصام عمر) والسُنس (أحمد داش) أنهما إخوة من نفس الأب، وهو ما يضعهما على “المسار الإجباري” لاستكشاف علاقاتهم مع بقية أفراد العائلتين، التي كانتا لا تعلمان عن وجود الأخرى. يتنوع طابع العائلة بين الشخصية المنظمة والعنيدة لإحسان (صابرين) وشخصية الأسرة البسيطة والدافئة لنعناعة (بسمة)، مما يضفي طابعًا أصيلًا وواقعيًا على السرد.
تتداخل الصراعات في القصة بشكل مثير مع تداعيات سلوكيات الأب التي تطارده في آخر أيام حياته، مما يؤثر بشكل كبير على حياة عائلتيه. تُعتبر جريمة القتل القديمة واحدة من أبرز الأحداث التي تحمل الأحداث وتشد الانتباه، وتُظهر شخصيات الأشرار جانبًا مثيرًا وتوترًا في القصة. يُقدم المحامي مجدى حشيش (رشدي الشامي) في دوره الشرير لمسة فكاهية وتفكيرًا عميقًا حول دور الشر في التوازن العام للحياة.
إلى جانب استكشاف العلاقات العائلية، يسلط المسلسل الضوء أيضًا على المساحات الحميمية في بيوت الطبقة المتوسطة وشوارع القاهرة، مما يُضيف عمقًا وجمالًا تصويريًا للعمل. يُعتبر “مسار إجباري” مفاجأة مثيرة تُثبت أن الإبداع في صناعة الدراما لا يعرف حدودًا، فهو يتطلب فقط جرأة وتجربة جديدة في عالم السينما.