أصدر مهاب ألبومه الجديد “إنتفاضة”، وهو عمل بيمزج بين الصدق والتجربة الذاتية، ليؤكد على هويته الفنية ويبرز مكانته في مشهد الهيب-هوب المصري. في الألبوم ده، بيعتمد مهاب على أسلوبه الخاص في تحويل تجاربه الشخصية لأغاني، مقدمًا مزيج بين القوة والضعف بأسلوب ناضج بيحمل لمسات تأملية.
رحلة تطور مهاب في المشهد
على مدار الأربع سنوات اللي فاتت، قدر مهاب يبني لنفسه هوية فنية مميزة، ويطور قدراته في الكتابة والأداء. ظهوره في المشهد ارتبط بشخصية فنية مختلفة، شاعر بيعيش بين أحلامه وصراعاته، بيحكي عن تجربته الخاصة بكلمات بسيطة لكن عميقة. مهاب بيتمتع بجرأة في تقديم مشاعره من غير فلترة، وده بيضيف لموسيقاه جانب نادر في مشهد الهيب-هوب.
الافتتاحية والتعاون الموسيقي
بيبدأ الألبوم بأغنية عنوانها “إنتفاضة”، اللي بتمزج بين القوة والتأمل. الكلمات فيها تأكيد على وجود مهاب في المشهد، مع الكشف عن لحظات ضعف بوعي ووضوح. إنتاج سيف بيستخدم نغمة صوتية متكررة هادية بتخلق خلفية مناسبة لصوت مهاب العميق والمباشر.
بعدها، أغنية “مقلب” بتضيف تنويع مميز في الأداء. مهاب بيستعرض براعة في تغيير الإيقاعات والتدفق في الغناء، مع تحول بسيط في منتصف التراك بيخلق أجواء حالمة، يخلي صوت مهاب يظهر ويختفي بتأثيرات خاصة، في واحدة من أقوى لحظات الألبوم.
في نص الألبوم، أغنية “Ma Vie” بتوضح تجربة مهاب مع الأداء الصوتي المختلف باستخدام الفالسيتو، وده بيمثل نقلة كبيرة في الألبوم. على الجانب الآخر، أغنية “الموند” بتعتمد على إيقاعات البوم راب الكلاسيكية، وبيستغل مهاب التراك عشان يعبر عن ثقته بنفسه، وينتقد بعض جوانب المشهد الموسيقي بطابع جرئ. رغم جودة الأداء، بعض المواضيع في الأغاني بتكرر نفس الأفكار، وده بيأثر أحيانًا على التنوع العام للألبوم.
تعاون محدود لكن مش متناسق
الألبوم بيضم تعاون وحيد مع Mousv في أغنية “سيب نفسك”. رغم إن التوقعات كانت كبيرة للتعاون ده، إلا إن الفروقات في الأسلوب بين الاثنين خلت التراك يفقد التوازن، وما وصلش للإمكانيات الكاملة اللي كان ممكن يقدمها.
إنتاج بسيط ومتناغم
سيف كان المسؤول الوحيد عن إنتاج الألبوم، وبيظهر التناغم بينه وبين مهاب في كل أغنية. الإنتاج بيتميز بالبساطة اللي بتسمح لصوت مهاب يكون في المقدمة، من غير ما تطغى الموسيقى على الكلمات. الأسلوب ده بيعكس فهم عميق من سيف لاحتياجات مهاب الفنية.
ختام رحلة “إنتفاضة”
الألبوم بينتهي بأسلوب تأملي، بيعكس تطور مهاب كفنان وكشخص. “إنتفاضة” بيعتبر ثالث ألبوم كامل ليه، وده إنجاز كبير في سن صغيرة زي ٢٢ سنة، خصوصًا في مشهد بيميل للاهتمام بالشكل أكتر من المحتوى. العمل ده بيأكد التزام مهاب بالصدق والتعبير عن ذاته، وبيخليه يبرز كشخصية فريدة وسط زحام المشهد.
رغم إن بعض الناس ممكن تشوف إن مهاب بيميل للذاتية في كتابته، إلا إن الشفافية والصدق في كلماته وأدائه بتخلي تجربته قريبة ومؤثرة. “إنتفاضة” أشبه بمذكرات مجزأة، لكن كل أغنية بتكمل الحكاية الأكبر، اللي بترسم صورة أوضح عن رحلة مهاب الفنية والشخصية.