في ألبومه الجديد ” كوكتيل غنائي “، بيتجه توليت بخطوات أوسع نحو البوب، محاولًا الوصول لجمهور أوسع، لكن على حساب جزء من شخصيته الموسيقية المميزة اللي ظهرت في أعماله السابقة.
رحلة التطور من الراب إلى البوب
توو ليت ظهر لأول مرة في ٢٠٢٢ في البوم “مجهول”، واللي كان فيه تعاون بارز مع ليجيسي. التراك اللي حمل نفس اسم الألبوم كان متفرد بأسلوبه، بمزيج من التراب وإيقاعات حادة، وأداء جريء مليان طاقة وتمرد. سواء في الإنتاج اللي أشرف عليه توو ليت بنفسه أو في حضوره على الكورَس والفِرْسات، قدر يخلق لنفسه هوية موسيقية مش تقليدية، جذبت الانتباه من البداية.
بعدها، تحول توو ليت تدريجيًا من مغني راب إلى نجم بوب بديل، مع تقديمه لأغاني بلمسة من بوب التسعينات المصري. توجهه ده ظهر بوضوح في ألبومه الأول “طيش شباب”، واللي مزج فيه عناصر من الهيب-هوب والبوب والإندي، مع قصص شخصية عن علاقات معقدة وصراعات داخلية. الألبوم كان نقلة غير متوقعة، لكنه حقق نجاح، خصوصًا وسط جمهور جديد من الشباب اللي وجدوا فيه صوت معبر عنهم.
التأثيرات الواضحة في “كوكتيل غنائي”
في ألبومه الجديد “كوكتيل غنائي”، بيواصل توو ليت استكشاف عالم البوب، لكن بدون إضافة حقيقية للي قدمه قبل كده في “طيش شباب”. الألبوم فيه تأثير واضح من موسيقى عمرو دياب، لدرجة إن بعض التراكات بتدي إحساس كأنها نسخ مطورة من أعماله في التسعينات. بداية الألبوم نفسها بتحاكي أغنية “قمرين”، وكليب “حبيبي ليه” بيستدعي أجواء فيلم “آيس كريم في جليم”. رغم إن توو ليت ما أخفى إعجابه بدياب، التأثر الزائد ده بيخليه يفقد جزء من شخصيته الفنية اللي ميزته في البداية.
تكرار وإضاءات فنية
النصف الأول من الألبوم بيتميز بإنتاج يبدو مألوف بشكل مفرط، لدرجة إنه بيفتح تساؤلات عن جدوى تقديم ألبوم بوب متأثر بالتسعينات في ٢٠٢٤. المواضيع المطروحة في الكلمات بتميل للتكرار والسطحية، بعيدًا عن العمق اللي كان ظاهر في أعماله السابقة.
لكن الألبوم مش خالي من لحظات قوية. أغنية “لون عنيكي في السما” بتبرز بأداء صوتي جديد وغني بالتأثيرات، مع إنتاج حالم بالأصوات الإلكترونية. كمان أغنية “عزبة الهجانة فين” بتقدم تجربة إندي ممتعة، مع استخدام فالسيتو غارق في التأثيرات، وختام بجيتار صولو بيضيف لها لمسة فنية عميقة.
” لسه برئ”: لحظة صراحة شخصية
واحدة من أقوى لحظات الألبوم هي أغنية “Lessa Bare2″، اللي بتكشف جانب شخصي جدًا من توو ليت. الكلمات بتتناول صراعاته الداخلية، من التعامل مع الشهرة السريعة لحد محاولة التوفيق بين طموحاته وشخصيته الحقيقية. التراك بيعكس نضج في الكتابة، وبيظهر فيه عمق مميز مقارنة بباقي الألبوم.
توجه تجاري ذكي، لكن على حساب الهوية
مع “كوكتيل غنائي”، بيأكد توو ليت على مكانته في مشهد البوب البديل، وبيجذب جمهور أوسع بفضل مزيجه بين الحنين للماضي والأغاني العصرية. لكن التوجه ده جيه على حساب جزء من الأصالة اللي ميزته في بداياته، وخلّى شخصيته الفنية أقل وضوحًا. رغم ده، توو ليت قدر يملأ فجوة في السوق ويقدم نفسه كنجم بوب بستايل مختلف، حتى لو التوجه الجديد افتقر للابتكار مقارنة بأعماله الأولى.