“رحلة استكشاف مشوار أبيوسف، اللي بقى رمز في عالم الراب العربي، محتاجة مقالات كتير عشان نغطي تأثيره الكبير، مش في مصر بس، لكن في الوطن العربي كله. المستمع ممكن يلاقي صعوبة في الأول إنه يفهم كلمات أغانيه بسبب سرعة الأداء، بس بالاستماع المتكرر الكلمات بتبقى واضحة ويبدأ الغوص في عالم محبي الوطواط.
أبيوسف، المعروف بـ”الوطواط”، كان من أوائل اللي غنوا الراب في مصر. شخصيته الفنية كانت متعددة وغنية. تاريخه الفني عدى الـ 400 أغنية، وحقق ملايين المشاهدات على منصات زي يوتيوب، وده خلاه من أبرز الأسماء في المجال ده.
أبيوسف، الفنان اللي بدأ يغني الراب بإمكانيات محدودة بس بخبرة كبيرة في الفن ده، أثبت تميزه وإتقانه للفن. حقق تغيير ملحوظ في طريقة كتابة أغاني الراب، وكانت أغانيه قبل ما يظهر مختلفة تمامًا عن بعد ما ظهر.
‘أم تي أم فتحوا باب، مكي فتح باب، زاب فتح درج، أنا فتحت مجال’، كان ده كلام أبيوسف في واحدة من تصريحاته القديمة، وكان بيعبر بيه عن دوره في تطوير وتوسيع مجال الراب.
أبيوسف اتولد في 21 مارس 1985، عنده 36 سنة. بدأ مشواره في غناء الراب بجدية في 2009، وقبل كده كان بيلعب درامز، وكان بيكتب إعلانات وبيعمل ملحن لعدة فرق موسيقية.
‘مفيش يوم بيعدي وأنا مش عايز أقعد أعمل مزيكا’، ده اللي بيقوله أبيوسف عن حبه للموسيقى، وبيضيف إنه بيحب يتكلم عن نفسه في فنه، عشان ده اللي هو بيفهم فيه.
أبيوسف، الفنان المتميز في عالم الراب، عمل شخصيات متعددة ومميزة، وكل واحدة منهم لها أسلوبها وخصائصها المختلفة. من ضمن الشخصيات دي بونوكيو، اللي بتتميز بالكذب وتشويه الحقائق، ورعد، الشخصية الكرتونية من ‘كابتن ماجد’. وكمان فيه عزرائيل، شخصية كئيبة جدًا وبخيال واسع وخلفية ثقافية كبيرة. وعمر حرب، الشخصية القوية اللي بتنتقد وتسخر من المنافسين، وهيثم اللي بيتميز بحبه للموسيقى وكتابة الأغاني الساخرة بمفرداتها المعقدة.
كلمات أبيوسف بتعبر عن الكآبة المرتبطة بالموضة والحياة، زي ما قال:
‘الكآبة مرتبطة زي الموضة وسعر الشيء، هلاوس الفشل في دماغي فنانة بتبدع بليل، كل ما أقف على رجلي تقوللي في ودني بتعند ليه، كل ما أقف على رجلي تقوللي في ودني بتعند ليه، أنت بجد قاعد كل ده في الأوضة بتعمل إيه’.
ظهر أبيوسف بقوة في الحملات الإعلانية، سواء كان ظهوره مباشر زي في إعلانات ‘بيبسي’ و’فودافون’، أو كان أداءه الصوتي فقط زي في إعلانات ‘شيبسي’ و’شيتوس سناكس’. التنوع ده في الظهور بيعكس تأثيره وشعبيته في مجالات مختلفة، وخصوصًا في السوق الإعلاني. مشاركته في الإعلانات دي بتأكد على مكانته كفنان مؤثر ومعروف في الثقافة الشعبية.
سر قوة وعظمة أبيوسف في فن كتابة الأغاني اللي بتعتبر زي معجم لغوي كامل. استخدامه الابتكاري للألفاظ، والتلاعب بيها وإعادة تركيبها في كل تجربة أداء جديدة حاجة مبهرة. يوسف بيعتمد على خلفيته الثقافية ككاتب إعلانات، وكمان على فهمه الدقيق لكيفية تكوين تراك راب بطريقة صحيحة، سواء في عدد الأسطر أو في كيفية التلاعب بالكلمات.
يوسف بدأ مشواره في الراب من بيته، وكان بيستخدم دولابه للتسجيل. وممكن يكون عدد التراكات اللي استخدم فيها الدولاب عدى الـ100 تراك. ومن المعروف إن أبيوسف كان بيحذف أغلب تراكاته من قناته على يوتيوب عشان يحافظ على مستوى قائمة أغانيه المستمعة، وكان قال الكلام ده في حواره في 2015 مع ‘معن أبو طالب’ على منصة معازف.
وبيتكلم أبيوسف عن تجربته الشخصية في الراب، وبيوضح إن فيه تراكات مش بتعجبه شخصيًا. وبيقول لو حد ما سمعش عن أبيوسف، يشجعهم يكتشفوا موسيقاه على ساوند كلاود، وده هيغير رأيهم من أول أغنية. وكمان قال إن فيه أغاني كتير لسه الناس ما سمعتهاش، وفيه حاجات لازم تتسمع قبل حاجات تانية.
وأبيوسف بيعبر عن نوع من الندم أو التردد على بعض أغانيه، وبيقول إنه مش دايمًا بيحافظ على أغانيه. بيشعر براحة لما بيشيل بعض الأغاني اللي ما بتعبرش عنه دلوقتي أو مش بتعبر عن مشاعره الحقيقية. وده بيظهر تطوره كفنان، وإنه بياخد قرارات جريئة في اختيار الأغاني اللي بيحتفظ بيها واللي بيحذفها. وفي النهاية بيقول إنه مميز عن غيره في الراب إنه ما بيحتفظش بالديس (الانتقادات الغنائية) للأبد.
مرت سنين طويلة على وجود أبيوسف في مشهد الراب المصري، وتاريخه مليان بالامتداد والثقة الكبيرة. مشواره مليان بتوقفات بسبب الاكتئاب ومشاكل نفسية، وكمان بسبب مسحه للتراكات من يوتيوب وتوقفه عن التواجد على منصات التواصل وابتعاده عن صدارة مشهد الراب والمحتوى المرئي على يوتيوب. المشوار ده بيخلي المتابع يحترم فنان بدأ من الصفر ووصل لقمة النجاح الفني.
وأكيد لسه قدام أبيوسف كتير يقدمه، سواء من خلال شخصياته القديمة أو بإضافة شخصيات جديدة تعكس تطوره وتجاربه الحياتية. واضح إن أبيوسف بيستخدم الشخصيات دي ليعبر عن نفسه بطرق مختلفة، وهيفضل مستمر في تقديم الإبداع رغم التحديات اللي بيواجهها بسبب تعدد شخصياته وتنوع وجهات نظره.”