علي حسن كوبان، او زي ما اتشهر بعلي كوبانا، الموسيقي النوبي الشهير، وصاحب أشهر وأعرق فرقة موسيقية نوبية بالقاهرة، ويعتبرالأب الروحي للموسيقى النوبية. حقق شهرة عالمية من خلال ألبومه “من النوبة إلى القاهرة” واللي تم إصداره في القاهرة سنة ١٩٨٠من تسجيلات ستوديو الصوت الدلتا، وتم إعادة إصداره مرة ثانية سنة ١٩٨٨ من قِبَل شركة بيرانها الألمانية. وحقق الألبوم مبيعات مهولة في سوق الكاسيت.
ولد كوبان في قرية قورته بأسوان سنة ١٩٢٩، وبدأ التعلق بالإيقاعات البسيطة والتقنيات المختلفة للغناء النوبي بسبب انتقاله الدائم داخل القرى نتيجة لشغل والده، وكانت الموسيقى النوبية في الوقت ده مش منتشرة خارج نطاق أسوان، لكن مع الثلاثينات وبداية مرحلة التهجيرالنوبي الثالث، انتقل الكثير من أهل أسوان إلى مدن تانية، خاصةً القاهرة والإسكندرية، وبدأت الإيقاعات النوبية في الانتشار والانفتاح على ثقافات مختلفة.
في الخمسينات، بدأ عدد كبير من الموسيقيين النوبيين تكوين فرق خاصة بيهم، لكن كان عقبة تقبل النوع ده من الثقافة عائق قدامهم وقدام جمهور مدن القاهرة والإسكندرية، فـ اقتصر وجود الفرق النوبية على إحياء المناسبات زي الأفراح. انتهز علي كوبان الفرصة دي بتأسيس فرقة خاصة في محاولة لدخول سوق الموسيقى المصري، وأضاف آلات غربية زي الكلارينيت والجيتار والكيبورد وآلات النفخ إلى فرقته، واكتشف جيمس براون في الستينيات، وتأثر بموسيقى السول والبلوز، وكانت أغنياته تتميز بالألحان الخماسية النوبية مع اضافة تقنيات متقدمة ومزجها بألحان غربية وأدائها الفني الرائع. حققت فرقة كوبان نجاح مهول وانتشار واسع على مستوى المناسبات النوبية وخارجها، واعتبر علي كوبان نفسه مغني للروح النوبية.
ساهم علي كوبان في نشر وتعزيز التقاليد واللغة النوبية من خلال أغانيه، ومع إصدار أول ألبوم له في بداية الثمانينات، جذب كوبان الكثير من المستمعين، وفي ١٩٨٨ حضر وفد من الموسيقيين الألمان المهتمين بالموسيقى والغناء ليتعاقدوا معه لإحياء عدة حفلات بألمانيا، وده دفع قدوته الفنان العالمي جيمس براون لطلب كوبان للاشتراك معه في مجموعة حفلات بأمريكا وبعض الدول العربية فنال شهرة كبيرة هناك، وبعدها شارك كوبان في العديد من الحفلات والمهرجانات بالعديد منالدول زي إيطاليا وسويسرا والنمسا وهولندا وأمريكا وحصل على العديد من الجوائز.
ألبوم “من النوبة إلى القاهرة” يعتبر أهم مرحلة في حياة علي كوبان الفنية، كونه أحد الروابط الأكثر فاعلية مع الثقافة النوبية القديمة، وفتح له أبواب العالمية، لكن مع التهميش الإعلامي وتركيز شركات الإنتاج على مواضيع أخرى غير المطروحة من الفنانين النوبيين. واصل كوبان العزف في حفلات الزفاف والجولات الفنية الدولية، وأصدر ثلاثة ألبومات إضافية حتى وفاته في عام ٢٠٠١.