مع بداية السباق الرمضاني، لفت نظر ناس كتير اوي مسلسل “الهرشة السابعة”، وده بسبب الأغاني اللي قدمها المسلسل، سواء التتر اللى قدمته فرقة مسار إجباري، أو استخدام اغاني لدنيا وائل والوايلي وزياد ظاظا في سياق الأحداث، ده غير الموسيقى التصويرية الخاصة بالمسلسل. لكن وراء كل ده مؤلف موسيقي جميل وهو خالد الكمار، واللي وبجانب الهرشة السابعة، بيقدم الموسيقى لعملين تانيين في سباق رمضان الحالي وهما “الأجهر” و”الصندوق”.
الموسيقار المصري خالد الكمار شارك في السنين الأخيرة في العديد من أهم الأعمال التلفزيونية، مع أشهر النجوم والمخرجين، خلال مشواره الفني اللي دام أكتر من عشر سنين، قدم فيها أكثر من ٣٠ عمل مجمع بين السينما والتلفزيون، عرض فيهم لمسة فنية فريدة وأسلوبه الخاص، وفاز بجوايز كتير محلية ودولية، منها جائزة الدولة لتشجيع الفنون في ٢٠٢١1.
بعد فيلم ديكور للمخرج أحمد عبدالله في ٢٠١٤ واللي فاز بجائزة أفضل موسيقى في مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما، الكمار بدأ مسيرته كملحن موسيقى للأفلام مع فيلم “عشم” إنتاج ٢٠١٢، وحصل على جائزة أفضل موسيقى في جمعية السينما في القاهرة. اشتغل كمساعد ملحن في عدد من الأعمال المشهورة خلال دراسته، زي أعمال الموسيقار هشام نزيه في “أفراح القبة” للمخرج محمد ياسين، و “الأصليين” للمخرج مروان حامد، و “ليالي أوجيني” للمخرج هاني خليفة، و “فالنتينو” و “عوالم خفية” اللي كان بطلها عادل إمام للموسيقار خالد حماد. الكمار يتميز بفهم عميق لطبيعة العمل الدرامي وعلاقته بالموسيقى، وقادر يدخل في أصغر تفاصيل الشخصية ويكشف عن مشاعرها الخفية ويرسمها على شكل فكرة مجردة وأخيرًا يحولها إلى نوتات موسيقية بتحكي عن الشخصية والدراما بشكل كامل. زي مسلسل قابيل للمخرج كريم الشناوي، واللي قدم فيه الكمار موسيقى تصويرية مختلفة مستوحاة من عالم الجريمة وكان بوابته للنجومية.
من بعدها شارك في العديد من الأعمال التليفزيونية المشهورة، زي أول إنتاج مصري لنيتفليكس “ما وراء الطبيعة” للكاتب أحمد خالد توفيق وإخراج عمرو سلامة، واللي اتميز بأن الكمار ابتعد عن النمط التقليدي لموسيقى الرعب في المسلسلات، اللي بتستخدم أغلب الأحيان أصوات مرتفعة عشان تزيد التشويق عند الجمهور. على سبيل المثال، مشهد شيراز، اللي استخدم فيه أصوات همهمة بنات وتعبر عن شخصية الشبح من بداية المسلسل، و اعطت ايحاء بمشاعر الشفقة لما يتضح إن شيراز مجرد طفل بريء. وبدل ما يستخدم إيقاعات عالية وسريعة، استخدم إيقاعات هادئة وبطيئة عشان يخلق شعور بالرعب والترقب بناء على قصص الشخصيات.
وبنشوف في الأجزاء الثانية والثالثة من مسلسل “الإختيار” استخدامه لآلات النفخ لعمل ألحان صارمة ومنسجمة مع إيقاعات المارشات العسكرية، ودمجها مع الآلات الوترية زي العود والقانون والناي علشان تعبر عن موضوعات التضحية والكرامة اللي يدور حولها المسلسل.
وبسبب طبيعة الآلات الوترية الناعمة والسلسة، اللي بتنقل عمق وتغيرات الشخصيات الأنثوية بشكل فعال، استخدمها الكمار في التعبير عن الشخصيات الأنثوية في العديد من الأعمال الفنية، وتحويل للدراما إلى موسيقى باستخدام الشخصيات الدرامية. زي مسلسل “خلي بالك من زيزي” اللي اخرجته وكتبته ورشة عمل سرد للمخرجة والكاتبة مريم نعوم، ومسلسل فاتن أمل حربي” للنجمة منى زكي، واللي فاز بجائزة أفضل موسيقى بمهرجان القاهرة للدراما.
خالد الكمار قدم عمل آخر لنيتفليكس وهو مسلسل “البحث عن علا” اللي أخرجه هادي الباجوري وشارك فيه هند صبري كجزء ثاني من مسلسل “عايزة اتجوز”. المسلسل حقق نجاح كبير، سواء من ناحية الموسيقى التصويرية أو السياق الكوميدي الدرامي، خصوصاً في الأغاني اللي الكمار اختارها.
وكمان اشتغل مع المخرج بيتر ميمي لأول مرة في فيلم الخيال العلمي “موسى”، وفيلم “عشان زيكو”. الكمار كمان قدم الموسيقى لفيلم لص بغداد اللي أخرجه أحمد خالد موسى وشارك فيه محمد إمام، ياسمين رئيس، وفتحي عبد الوهاب. بالإضافة لشغله في مسلسلات التليفزيون، الكمار شارك في عدد من الإعلانات المشهورة، زي إعلانين للنجم محمد صلاح، “أنت أقوى من المخدرات” اللي أخرجه تامر محسن، وإعلان البنك الإسكندرية اللي فاز بجائزة من المخرج روب ساندر، وإعلان عمرو سلامة ١٠٠ مليون حياة صحية مع سوسن بدر.